Hornet أو Grindr ؟ … ربما Tinder؟ أو أختار تطبيق دردشة أقلّ إنتشاراً؟ أعداد وأنواع تطبيقات التواصل بين أفراد مجتمعات الLGBTQ وافرة، وهي جميعها تعمل بشكل عام حول المبدأ نفسه: عرض بروفايلات الرجال (أو النساء أو متغيرات النوع الإجتماعي إذ هناك العديد من التطبيقات المتخصصة بفئات مختلفة) الموجودين في نقاط قريبة جغرافياً وإتاحة المجال لأشكال مختلفة من التواصل بينهم.
ولكن وإن كانت تلك التطبيقات تعطي انطباعاً عاماً بأنها متشابهة، فإنها لا تؤدي بالضرورة إلى نفس النوع من التواصل بين الأفراد، والأهم من ذلك، أنها لا تعرّض مستخدميها إلى نفس أنواع المخاطر. وطبعاً في المنطقة العربية حيث المثلية الجنسية هي جرم، توخّي الحذر في استخدام تلك التطبيقات ضروري.
وفيما يلي قائمة بتطبيقات الدردشة الأكثر شيوعاً في المنطقة والمحاذير التي يُنصح باتباعها عند استخدام تلك التطبيقات:
Grindr يبقى
تطبيق الدردشة الأكثر شعبية لدى الرجال المثليين في المنطقة العربية. فالعديد من المستخدمين يفضلونه لأنه يتيح خيارات أوسع للتعارف. ولكن تلك الشعبية الواسعة تجعله أكثر خطورة بسبب الأعداد الأكبر للمبتزين والمتحرشين وحتّى رجال الأمن المتخفين الذين قد يستخدمونه لنصب الكمائن للرجال المثليين في بعض المناطق.
مبدأ تشغيل التطبيق هو بسيط. أولاً، يُطلب من المستخدم إنشاء ملف تعريف أو بروفايل. ثم يُمكنه الإطّلاع على قائمة من البروفايلات الأخرى التي يتمّ تنظيمها على أساس المسافة التي تفصلها عن هذا المستخدم. ويستطيع المستخدم بعدها إرسال رسائل خاصة لبروفايل فرد أعجبه، قد يظهر أنه موجود أونلاين (من خلال نقطة خضراء) أو لا، كما يتلقى رسائل من بروفايلات أخرى.
يسمح تطبيق Grindr بأن يبقى المستخدم مجهول الهوية نوعاً ما، لأنه لا يفرض عليه بالضرورة إعطاء معلومات عنه للمستخدمين الآخرين أو عرض صور له. كما أنّ تصفح البروفايلات الأخرى لا يترك أي أثر. ومن الممكن للمستخدم أيضاً حجب بروفايل معيّن ومنعه من التواصل معه أو حتّى رؤية بروفايله. ويمكن حذف تاريخ الدردشات ومضمونها.
ولكن على مستخدم Grindr أن يكون واعياً لمخاطر تحديد الموقع الجغرافي الذي يعتمد عليها التطبيق، وهي إحدى ميّزات تطبيقات الدردشة التي يُعتقد أنها تساعد السلطات لنصب كمائن للأفراد المثليين في بلدان مثل مصر حيث يتم تعقّبهم من قبل الشرطة.
وهناك العديد من الإعتبارات التي يجب اعتمادها من أجل استخدام أكثر أمناً لGrindr أو تطبيقات دردشة أخرى مماثلة.
وعلى المرء ممارسة الحسّ السليم والمنطق وتوخّي الحذر قبل إرسال صور شخصية عبر تطبيقات الدردشة أو قبول التعرّف على مستخدم آخر في الحياة العامة قبل الوثوق به. ومن الحكمة حذف الرسائل والصور التي تظهر ميول الفرد الجنسية إذ أنّ العديد من المثليين يتمّ إلقاء القبض عليهم وكشف هويتهم بعد تفتيش هواتفهم. نصيحة مفيدة: لا تترك رمز (Icon) تطبيق الدردشة ظاهراً بشكل واضح على شاشة هاتفك.
ويجب على المستخدم أيضاً أن يدرك وجود بروفايلات زائفة أو ما يُسمى بالSpambots، وهي بروفايلات وهمية عادةً ما تُظهر رجال مظهرهم مغرٍ يحاولون إغراء المستخدم بغية تحويله إلى تطبيقات أو مواقع أخرى لسرقة معلومات عن بطاقات الإئتمان.
وقد أطلقت شركة أميركية تطبيق Grindr في عام 2009 وسرعان ما اكتسب شعبية في جميع أنحاء العالم. وهو تطبيق مجّاني ولكنه يقدّم نسخة بأجر شهري فيها عدد أكبر من الميزّات، وتدعى Grindr X-tra. وكما العديد من التطبيقات، تعتمد الشركة المشغّلة لGrindr على الإعلانات لتحصيل الأرباح.
يعمل بطريقة مماثلة لGrindr مع إضافة أنه يطلب من المستخدمين البوح ما إذا كانوا مصابين بفيروس السيدا أم لا، حتى ولو كانت تلك المعلومة خاصة ويمكن للمستخدمين عدم الإفصاح عنها بصدق. ويعرض كل مستخدم صورة أو عدة صور يمكن لجميع المشتركين الآخرين على التطبيق رؤيتها. ولكن ليس من الضروري تحميل أية صورة. وطبعاً يمكن اختيار صور لأجزاء من الجسم أو حتى مشاهد طبيعية أو أي صورة لا توضح هوية المستخدم. وكما بالنسبة لGrindr، يضمن هذا التطبيق نوعاً من الخصوصية للمستخدم فهو ليس مضطراً للبوح بهويته أو إظهار صورته أو ربط بروفايله بمواقع تواصل إجتماعي أخرى (هذا الخيار متاح لمن يرغب). وكما بالنسبة لGrindr، يمكن القول نوعاً ما أنّ التطبيق يستعمل كثيراً للبحث عن شركاء جنسيين.
هناك العديد من تطبيقات التعارف التي تعمل نوعاً ما بنفس طريقة Grindr وHornet مثل Scruff وGrowlr وPlanet Romeo، الذي يُستخدم بشكل أساسي في شمال أفريقيا.
وتتيح معظم تطبيقات الدردشة التبليغ عن حالات الإعتداء أونلاين، النصوص أو الصور المهينة، إنتحال الشخصية وطلب المال والبريد المزيّف (Spam). وتساعد هذه الميزة في خلق أجواء شبكات أكثر أمناً.
كان بدايةً موقع للتعارف خاص بمجتمعات الLGBTQ على شبكة الإنترنت وكان يتمتع بشعبية كبيرة وهذا قبل انتشار الهواتف الذكية وتطبيقات الدردشة. ومؤخراً، طوّرت الشركة المشغّلة لManjam تطبيقاً للدردشة لا يجري تحميله من خلال متاجر التطبيقات. وعلى اختلاف التطبيقات الأخرى، يمكن استعمال تطبيق Manjam مباشرة بالدخول إلى موقع الشركة الرسمي من خلال المتصفح على الهاتف الذكي. وفقاً لمسؤولين في تلك الشبكة الاجتماعية، تسمح هذه الميزة بتأمين مزيد من الأمن وخاصة للأفراد الذين يتواجدون في بلدان حيث المثلية الجنسية غير قانونية.
مؤسس Manjam، ميتش مونرو يقول:
“في بعض البلدان، أنّ يتمّ ضبطك وعلى هاتفك تطبيق للتعارف خاص بمثليي الجنس قد يعرض حياتك للخطر. ولذا فالسماح للأفراد المثليين باستعمال التطبيق عبر Manjam.com من دون الحاجة إلى تحميل التطبيق هو أمر أساسي في البلدان حيث المثلية يعاقب عليها بالسجن والتعذيب أو حتّى الإعدام.”
مثل باقي التطبيقات، يعتمد Manjam على تحديد الموقع الجغرافي. ولكن قد يبدو هذا التطبيق أكثر أماناً إذ يحدّد موقع المستخدمين الآخرين في دائرة قطرها ٥ كلم ولا يمكن الحصول على أرقام أدقّ حول المسافة بين المستخدمين.
ويسمح Manjam بإنشاء شبكة أصدقاء من بين المستخدمين وقد يساعد هذا الأمر ببناء جسور ثقة مع مستخدمين آخرين.
أيضاً، ما هو مميّز بالنسبة لManjam هو أنه متاح بشكل كامل باللّغة العربية.
هو تطبيق تعارف يتبع نهجاً مختلفاً تماماً عن باقي التطبيقات التي ذكرناها. فعلى Tinder جميع الحسابات أو البروفايلات مرتبطة بحسابات الفيسبوك. وهذا يعني أنّه لا يمكن إستعمال Tinder من دون وجود حساب على فيسبوك. ويكون إسم المستخدم هو نفسه الإسم على فيسبوك (الإسم الأول فقط) ويمكن فقط تحميل الصور الموجودة على حساب الفيسبوك. إختيار Tinder يعني أنّ الشخص الذي يستخدمه قد يكون مرتاح مع فكرة إظهار صور لوجهه، الكشف عن هويته ومشاركة معلومات خاصة به.
من الظاهر أنّ عدد مستخدمي Tinder يزداد في لبنان. والتطبيق ليس مخصصاً للأفراد المثليين فقط ولكن عند خلق بروفايل يُطلب من المستخدم تحديد ميوله الجنسية. وتستخدم المثليات هذا التطبيق على نطاق واسع.
للمفارقة ومن زوايا عديدة، قد يكون استخدام Tinder آمناً أكثر، فالتطبيق يسمح بالإطلاع على الأصدقاء المُشترَكين على فيسبوك بين المستخدمين. وهذا الأمر يعطي شعور بالأمان لأنه يجعل عملية الدردشة أكثر شفافية، ويجعل المستخدمون غير مجهولو الهوية تماماً وجديرون أكثر بالثقة. وبما أنّ التطبيق لا يستخدمه فقط المثليون، فوجوده على الهاتف الذكي لا يثير الشكوك كما في حالة التطبيقات الأخرى.
على Tinder، تقوم بالإشارة إلى البروفايلات التي تعجبك وإذا قام صاحب بروفايل أحببته بالإشارة بالمقابل إلى بروفايلك، يمكنكم حينها فقط البدء بالدردشة، فالتطبيق لا يسمح لأي مستخدم بالدردشة معك إلّا إذا وافقت على ذالك. وهذه الميّزة تساعد أيضاً في إدارة عمليات الدردشة بشكل أفضل.
هو تطبيق آخر يعمل بطريقة مماثلة لTinder كونه يربط بين بروفايلات مستخدميه وحساباتهم على فيسبوك. وعلى الرغم من أنّ شعبيته تزداد في أوروبا، لا يزال عدد مستخدميه منخفضاً جداً في المنطقة العربية. Happn يُظهر لك أفراد “عبرت معهم نفس الطرقات” في نفس الوقت، إذ يُظهر على الجدول الزمني الخاص بحسابك المستخدمون الموجودون في نفس الموقع الذي تتواجد فيه أنت في وقت معين من اليوم. ويستخدم Happn خاصية الGPS على هاتفك ليعلمك حول المستخدمين الآخرين المتواجدين على مسافة أقل من 250 متر منك.
هذه الميزة قد تجعل التطبيق يبدو غير آمن للإستخدام في المنطقة العربية، فصحيح أن جميع التطبيقات الأخرى تعتمد على تحديد الموقع الجغرافي، ولكن Happn يُظهر المستخدمين على مسافة قريبة جداً منك وفي وقت محدّد وقد يسمح هذا الأمر بتعقّب المستخدمين في موقع معين من قبل الشرطة.
وتسحب Happn البيانات من حساب الفيسبوك الخاص بك، مما يعني أنك لا تستطيع تغيير إسمك أو عمرك من خلال التطبيق. يمكنك فقط القيام بذلك من خلال الفيسبوك.
هو تطبيق مخصّص للنساء المثليات أو مزدوجات الميول الجنسية. وهو مشابه لGrindr في طريقة عرضه للبروفايلات وكيفية تشغيله. وتنطبق على WAPA جميع الإعتبارات المتعلقة بمخاطر إستعمال التطبيقات الأخرى. ولكن يسمح هذا التطبيق لمستخدميه بتبادل رسائل الفيديو والتي قد يصل طول الواحدة منها إلى 60 ثوان طويلة. وهذه الميزة قد تكون خطرة إذ قد يستخدمها المتحرشون في عمليات ابتزاز ممكنة.
هناك العديد من التطبيقات الأخرى مخصّصة للمثليات مثل Brenda ،Dattch، وSCISSR (يتطلب من المستخدمات استعماله عبر حساب الفيسبوك). وليست كل تلك التطبيقات متوفرة أو شعبية في المنطقة العربية.
أياًّ كان تطبيق الدردشة الذي تختاره، تشير بعض الأبحاث أن جميع التطبيقات التي تعتمد في تشغيلها على تحديد الموقع الجغرافي لمستخدميها يُمكن اختراق بيناتها للكشف عن عناوين البريد الإلكتروني والصور والرسائل الخاصة بعملائها.
* الرمز المعرّف للجهاز (ID) هو رقم خاص بهاتف ذكي معيّن أو جهاز آخر مماثل.