عندما أفاد مستخدمو تطبيق للدردشة يخصّ المثليين في المملكة العربية السعودية في عام 2012 بأنّ السلطات تستخدم التطبيق للإيقاع بهم، أخذ القيّمون على تطبيق سكراف (SCRUFF) الأمر على محمل الجدّ. وقال مسؤولون من الشركة التي تشغّل التطبيق أنها بدأت بإرسال رسائل تحذير لتنبيه المستخدمين في السعودية من المخاطر المحتملة التي قد تواجههم هناك.
هذا النوع من الرسائل التحذيرية اعتمدته تطبيقات أخرى، وخاصةً لتنبيه المستخدمين في المناطق التي تجرم المثلية، أو حيث المثلية أمر غير مقبول إجتماعياً. اليوم، إذا قمت بفتح التطبيقات الخاصة بالأفراد الـLGBTQ في العديد من الدول العربية، سوف تتلقى (تتلقّين) تحذيراً باللّغة الإنجليزية و/أو العربية من الأخطار التي قد تتعرّض (تتعرضين) لها في تلك البلدان.
خدمة إستشارية للمثليين (GTA)
سكراف (SCRUFF)، وهي شبكة تعارف إجتماعي وتطبيق للدردشة للمثليين ومقرّها الولايات المتحدة، اتخذت عدة خطوات أمنيّة جديدة في العام الماضي. وهي اليوم توفر خدمة إستشارية للمثليين (GTA) لحفظ أمن مستخدمي التطبيق عندما يسافرون إلى الأماكن التي تجرّم الأفعال الجنسية المثلية. وبشكل أكثر تحديداً، عندما يفتح المستخدم التطبيق في بلد معين، يتلقّى مجموعة من المعلومات بما في ذلك العقوبات والقوانين التي تجرّم المثلية في ذاك البلد بالإضافة إلى نصائح حول مخاطر القيام بعلاقات مع أفراد مثليين من الناحية الأمنية.
“كتطبيق يقدّم خدمة عامة، نريد الحفاظ على أمن المجتمع المثلي وزيادة الضغط العالمي للحثّ على تغيير وإصلاح القوانين في البلدان حيث يتمّ تجريم الأفعال الجنسية المثلية،” يقول إريك سيلفربيرغ، الرئيس التنفيذي ومؤسّس سكراف (SCRUFF).
وقد تمّ تطوير تلك الخدمة، والتي تشمل أكثر من 80 بلداً في الوقت الراهن، بناءاً على التقرير السنوي لILGA، وهي منظمة دولية غير ربحية تكتب حول التشريعات التي يتأثّر بها الأفراد الـLGBTQ حول العالم. وما هو مثير للإهتمام هو أن سكراف (SCRUFF) وضعت هذه التحذيرات في المجال العام وذلك للسماح لأي تطبيق آخر باستخدام ونشر تلك الخدمة لتنبيه المستخدمين حول المخاطر التي قد تواجههم.
وقد أوضح سيلفربيرغ أن هذه الخدمة تستهدف الأجانب المسافرين إلى بلد معين وكذلك السكّان المحليين أيضاً. وقال إن شركته مهتمة بشكل خاص بالمجتمعات الـ LGBTQ في البلدان العربية حيث أعداد مستخدمي التطبيق لا تزال تنمو، وهو ما يعتبره المسؤول “نذير التغيير الإيجابي الحاصل في المنطقة”.
ويُترجم هذا الإهتمام من خلال زيادة الاستثمار في المنطقة والتسويق للمستخدمين العرب. وهذا يعني أيضاً أنّ سكراف (SCRUFF) تولي اهتماماً خاصاً بالمخاوف الأمنية لدى مستخدميها وخاصةً العرب منهم.
ويضيف: “إننا نأخذ على محمل الجدّ التقارير التي تكشف عن المخاطر التي تمسّ أفراد مجتمعاتنا المثلية.” لذلك، إذا تعرّض أحد للمضايقة أو الإبتزاز من قبل مستخدم آخر في القاهرة أو دبي يمكنه أن يبلّغ سكراف (SCRUFF) وسيقوم فريق الدعم العالمي للتطبيق بالتحقيق في المسألة والردّ خلال مدّة أقصاها ٤٨ ساعة. وإضافةً إلى ذلك، وفي حال تمّ إرسال التقرير أو الطلب باللغة العربية، سيتمّ الردّ باللّغة العربية أيضاً.
كذلك، يتمّ إرسال التنبيهات والتحديثات باللّغة العربية في المنطقة، ومن الممكن الحصول على التطبيق بكامله باللغة العربية إذا رغب المستخدم بذلك.
الصور وتحديد الموقع الجغرافي
وفقاً لسيلفربيرغ، القيّمون على سكراف (SCRUFF) يدركون الحساسية والتابو المحيط بعرض وتبادل صور الوجه في المنطقة العربية. وقال أنّه إحصائياً، بناءاً على دراسة قامت بها الشركة، عملية تبادل الصور عبر سكراف (SCRUFF) هي الأقل نسبياً في المنطقة العربية.
ويسمح تطبيق سكراف (SCRUFF) بإبطال صورة تمّ إرسالها وذلك لأسباب شخصية أو أمنيّة.
وفي ما يتعلق بتحديد الموقع الجغرافي، يقول سيلفربيرغ أنّه يدرك المخاطر التي تنتج عن إستخدام التطبيقات القائمة على تحديد الموقع الجغرافي وتبعات الكشف عن المكان المحدّد لمستخدم ما.
ويقول أنّ تطبيق سكراف (SCRUFF) لا يكتفي بإخفاء موقع مستخدميه المحدّد إذا هم رغبوا بذلك ولكن أيضاً يستخدم تكنولوجيا مميّزة لتغيير الموقع الجغرافي الخاص بالمستخدم بطريقة عشوائية على الشبكة. فإذا كنت تسكن (تسكنين) في منطقة الحمرا في بيروت، يمكن أن تظهر وكأنّك تقطن بين شخصين في الأشرفية، وهو حيّ مختلف تماماً من المدينة. وتأخذ تلك العملية أيضاً بعين الاعتبار كثافة المستخدمين في منطقة معينة. فإذا كنت تقطن (تقطنين) في المدينة سيتمّ تغيير موقعك عشوائياً ضمن مسافة كيلومترات قليلة، ولكن في المناطق الريفية يمكن أن تصبح المسافة بضعة أميال أو أكثر.
سفراء سكراف (SCRUFF Ambassadors)
ميّزة أخرى جديدة نسبياً هي سفراء سكراف (SCRUFF Ambassadors). وهي تسمح للسكان المحليّين في مدينة أو منطقة ما بالتطوع لمساعدة الزوار بتقديم النصائح حول أماكن النوم والحانات والنوادي والمعالم السياحيّة. حالياً، تشمل تلك المبادرة بعض المدن فقط، وهدفها متعلّق بالسياحة. لكن سيلفربيرغ يرى مستقبلاً أنّ تلك الخدمة ممكن أنّ تكون مفيدة في العالم العربي حيث قد يتمّ تأسيس نواة لـ”سفراء” جديرين بالثقة يمكن أن يعطوا نصائح قيّمة للمسافرين حول المخاطر التي قد يواجهونها كمثليين.
ويقول سيلفربرغ: “لا يوجد سفراء عرب أو مدن عربية مدرجة ضمن خدمة “ڤانتور” حتّى اللحظة. ولكن هذا الأمر يمكن أن يتغيّر في المستقبل. في الوقت الحاضر، قررنا عدم إدراج خدمة “ڤانتور” في المدن حيث الحكومة ترعى رهاب المثلية، وهذا الأمر يشمل معظم الدول العربية. أردنا أن لا نروّج لمدينة يمكن لفرد مثلي أنّ يُقبض عليه فقط بسبب ميوله الجنسية.”
Benevolads خدمة الإعلانات
كجزء من مسؤوليتها الإجتماعية كشركة، توفّر سكراف (SCRUFF) منبراً للمجموعات والجمعيات غير الربحية لتستطيع تلك أنّ تتواصل مع جمهور أوسع.
من خلال برنامج Benevolads، يوفّر التطبيق مساحة إعلان مجانية لمنظمات لا تبغى الربح يتمّ اختيارها وتعمل مع المجتمعات الـLGBTQ . خدمة Benevolads تمكّن مجموعة ما أنّ تنشر إعلانات أو أخباراً تساعدهم مثلاً على استقطاب أعضاء جدد، أو توفّير معلومات عن الخدمات الصحية المحلّية أو طلب التبرعات. وتُعطى الأفضلية للمنظمات المحلّية والتي عادةً لا تكون لديها ميزانية كبيرة للتوعية.
يشجّع سيلفربيرغ المجموعات غير الربحية في المنطقة العربية للدخول في برنامج benevolads لمساعدتهم على الوصول إلى المجتمعات التي يريدون خدمتها على نحو أكثر فعالية.