اليوم، 3 أيار/مايو 2020، هو اليوم العالمي لحرية الصحافة. هذه السنة أثّرت أزمة فيروس كورونا على الصحافيين/ات بشكل كبير، وباتت حرية الإعلام في خطر أكثر من أي وقت مضى. مع تأثير أزمة كورونا علىى الصحافيين/ات والمؤسسات الإعلامية في كل أنحاء العالم، أصبح الدفاع عن حرية الصحافة أساسياً وضرورياً.
استخدم العديد من الأنظمة السايسية حول العالم وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا حجة فيروس كورونا لقمع حرية الإعلام. في وقت أصبحت الأخبار الكاذبة فيه مشكلة حقيقية يواجهها الإعلام، تم إقرار قوانين عدة لمحاربة الأخبار الكاذبة حول الفيروس ولكن أيضاً لاستخدامها في قمع الصحافيين/ات وحرّيتهم/نّ بالتعبير.
يمكن لغالبية القوانين التي تم إقرارها في منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا لمحاربة الأخبار الكاذبة أن تكون أداة قويّة بيد الحكومات لقمع الصحافة وحرّية تعبير الناشطين/ات والصحافيين/ات وممارسة الرّقابة المشدّدة عليهم/نّ.
هذه السنة، أطلقت منظمة يونسكو حملة لدعم اليوم العالمي لحرية الصحافة تحت عنوان: “صحافة من دون خوف ولا محاباة.” في التقرير الذي نشرته المنظمة لهذه المناسبة، اعنبرت المنظمة أنه على شركات التكنولوجيا أن تكون أكثر شفافية في التعامل مع إجراءاتها للحد من الأخباء الكاذبة، أو ما سمّته منظمة الصحة العالمية “وباء المعلومات.” بالنسبة لمنظمة يونسكو، “تم تقليص حرية التعبير وحرية الصحافة من خلل القوانين المقترحة لمحاربة الأخبار الكاذبة. وضعت هذه القوانين الصحافيين/ات تحت خطر قانوني، غالباً بسبب نشر انتقادات أو المبادرة بنقاش السياسيات الحكومية. بالاضافة الى أن الحد من حق الوصول الى المعلومات بسبب منع الأفراد في بعض الأحيان من الوصول الى المعلومات الرسمية. أصبح اختراق الخصوصية من خلال المراقبة المشدّدة (المتصلة بمتابعة الأشخاص المصابين بالفيروس أو بهدف فرض الحظر) غير متناسب وقد يستمرّ بعد الأزمة (أو الإفراط في استخدامه).”
ولا ننسى التحرّش الجنسي ضدّ النساء الصحافيات الذي لا يزال يُمارس لإسكات الصحافيات وترهيبهنّ. إن محاربة التحرّش الجنسي جزء لا يتجزّأ من الدفاع عن حرية الصحافة ولا يمكن تحقيق الواحدة دون الأخرى.
إليكم/نّ آراء بعض الصحافيين/ات من المنطقة حول حرية الصحافة.
“يحتفي الصحافيون/ات سنوياً باليوم العالمي لحرية الصحافة، والذي نجده محطة هامة لتقييم الوضع وتثمين المنجز. إحتفاء هذه السنة يتم في ظرفية إستثنائية جدا، تزامنا وانتشار وباء كورونا (كوفيد 19). أولا، على اعتبار أن منسوب حرية الصحافة يتضائل في فترة الأزمة، تحت مبررات المصلحة العامة. ثانيا، لأن ظروف عمل الصحافيين والصحافيات تظل أحد أهم الأسئلة التي يعاد طرحها إعتبارا لبنيوية الدور الذي يقوم به الصحافي والصحافية في توفير المعلومة ونقل الخبر خصوصا خلال الأزمات. تُعد مسودة مشروع قانون رقم 22.20 المتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح والشبكات المماثلة، الذي حاولت الحكومة المغربية تمريره خلال هذه الأزمة تعبيرا عن ما سبق ذكره ونراها من جهتنا مسا بمساحة حرية التعبير في المغرب، وضربا في مدونة الصحافة.”
يوسف أسكور – المغرب
“لأزمة فيروس كورونا تأثيرات عديدة على حرية الصحافة وعلى الصحافيين/ات بشكل خاص. من جهة التحديات التي تواجهها المؤسسات الصحفية مع الحكومة العراقية والمؤسسات الحكومية، حيث أن الكشف عن الاعداد للمصابين والوفيات بشكل يتعارض مع الحكومة، يؤدي الى إغلاق المؤسسات وهذا ماحدث الشهر الماضي حيث علقت هيئة الاتصالات عمل وكالة رويترز وفرض غرامة مالية كبيرة. بما يخص حرية الصحافيين/ات، فالأزمة اوقفت الكثير منهم/ن عن العمل، بسبب ازمة التنقل رغم الرخصة التي تسمح بالتنقل في وقت أنه من الصعب الحصول على هذه الرخصة خاصة في بعض المدن المشددة على الحظر في شمال العراق.”
سهى عوده – العراق
“إلا أن السلطات لا توفّر جهداً في محاولة برمجتنا وفق مزاجها وأجندتها وتوجيهاتها، فلربَما من السهل أن نحضر ندوات صحافية لرئاسة الحكومة ووزارتها وننصت لما تريد السلطة العتيدة أن تقوله وننقله للناس.”
خولة بوكريم – تونس
“لم يؤثر كورونا على حرية الصحفيين بشكل مباشر؛ إذ لم يبادر نظام ديمقراطي للنيل من حرية الصحافة بالتحديد. أما الأنظمة الديكتاتورية، فهي تمارس قمع الصحافة بشكل ممنهج، وجاء كورونا كسبب جديد لتمارس ما اعتادت ممارسته سابقا اتجاه الصحفيين والمؤسسات الإعلامية. الخوف الحقيقي يأتي بعد انتهاء الأزمة، فهناك قيود وقوانين طارئة فرضتها أنظمة ديمقراطية على كثير من الحقوق والحريات التي اكتسبتها المجتمعات بعد جهد طويل لنيلها – وتنازلت عنها مؤقتا لأجل التخلص من خطر وجودي يتهددها – وحرية الصحافة جزء أساسي من هذه الحريات، فقد باتت اليوم مهددة بعدم التمكن من القيام بدورها في مراقبة السلطة، بسبب تحجيم تفاصيل كثيرة تساعدها في أداء مهمتها، مثل حرية التنقل والتجمع وحقي الحصول على المعلومة والمساءلة. فالسؤال الآن، هل سيلغى العمل بهذه القيود وتعود الحريات الصحفية على حالها بعد انتهاء الجائحة؟”
لؤي حازم – الأردن
“الاعلام في لبنان أصلا هو نتاج انقسام ومحاصصة طائفية مالية جرى على أساسها توزيع تراخيص الاعلام وعليها ترتب توزيع شركات الاعلان، ومع أزمة الكورونا وقبلها الازمة المالية الاقتصادية حصلت محاولات التفاف مرة اخرى من خلال استعادة خطوط الانقسام عبر الاعلام فبدت التغطية الاعلامية اقرب للرواية التي تروج لها أطرف السلطة والمتنفذين فيها.”
ديانا مقلّد – لبنان
“وضع هذا الوباء قيوداً إضافية وجعل مهمّة الصحافيين/ات أصعب، اذ صعّب عليهم/نّ الوصول الى المعلومات ولا يمكن الوصول الى جميع المعلومات من خلال استخدام الانترنت.”
ريتاج ابراهيم – تونس
“أعتقد أن الاعلام كان مضللاً في بعض الدول في بداية أزمة الكورونا، ولكن مع الوقت، كشفت الأقنعة حين إنتشر المرض. الحرية في وقت الكورونا و ما قبلها لا تعتبر حرية كاملة و لكن محسوبة، ولكن الناس تنتظر المصداقية في نقل أخبار الوباء و هو الأمر المفترض في هذه الأيام.”
أروى الوقيان – الكويت
“ان العمل الصحفي في مصر قبل كورونا كان جحيماً للصحافيين/ات، وأعطى الوباء للنظام أسباباً وفرصاً جديدة للتنكيل بهم/نّ. فوفق تقرير لمنظمة العفو الدولية، فقد ألقت قوات الأمن المصرية على عدد من الصحأفيين شككوا بأرقام الاصابات والوفيات بفيروس كورونا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي. عوّل الكثير من المصريين على الوباء كسبب في تحسن معاملة النظام ومراجعة طريقة حكمه لمواجهة هذا الوباء، إلا أن النظام رأى عكس ذلك، ولذا لم يكن مستغرباً أن يتراجع ترتيب مصر في مؤشر حرية الصحافة هذا العام 3 مراتب لتحتل المرتبة 166 من 180 دولة شملهم تصنيف منظمة مراسلون بلا حدود ووصفها بأنها من أكبر السجون في العالم بالنسبة للصحفيين.”
أحمد عبدين – مصر