من الواضح أن الهواتف المحمولة أحدثت ثورة في مفاهيم التعارف بالنسبة للعديد من المثليين. إذ يعتبر الكثيرون أن التطبيقات التي تسمح لمستخدميها بالتحدث والتعرف على الأشخاص القريبين منهم جغرافياً تُقدم لهم ميزة مهمة لا تتيحها مواقع التعارف على الإنترنت.
ولكن تلك الميزة رغم جاذبيتها يمكن أن تهدد أمن مستخدمي تطبيقات مثل غرايندر وسكراف وغيرها، بحسب عدد من الخبراء. والسبب أنها تسمح بتحديد موقع مستخدمي تلك التطبيقات بشكل محدّد جداً، وبالتالي فهي نظرياً تمكنّ السلطات في البلدان حيث يتم تعقّب المثليين من معرفة مكان إقامة أو عمل أي شخص لديه بروفايل على تلك المواقع.
طبعاً من الممكن أن يقوم مستخدم غرايندر عبر دخوله الى القائمة الخاصة بالخصوصيات باختيار عدم تحديد المسافة التي تفصله عن باقي مستخدمي التطبيق. ولكن تلك الخاصّة التي أضافها غرايندر حديثاً لا تمنع أي شخص لديه بعض المعرفة المعلوماتية من معرفة موقع مستخدم معيّن حتى ولم يكن هذا الأخير يحدّد موقعه لباقي المستخدمين. وهذا لأن أي مستخدم لغرايندر يرسل موقعه للتطبيق نفسه بمجرد أن يخلق بروفايل له.
وتشير بعض التقارير غير المؤكدة أن السلطات في مصر استطاعت الإيقاع ببعض مستخدمي غرايندر عبر تحديد مواقع تواجدهم.
ويصبح بحسب بعض الخبراء من الممكن حتى تحديد هوية الأشخاص بالربط بين معلومات مثل الموقع الجغرافي، الصور، مواقع التواصل الإجتماعي في حال اختار مستخدم غرايندر الربط بينها وبين البروفايل الخاص به على التطبيق.
وطبعاً يجب على مستخدمي غرايندر توخي الحذر عند نشر أو إرسال الصور أو الموقع الجغرافي الى مستخدم آخر. فهناك حالات تم تداولها لأشخاص وجدوا أن صورهم الخاصة يتم استعمالها من غير موافقتهم من قبل مستخدمين آخرين. كما سجلت في لبنان بعض حالات لعمليات ابتزاز. وقال أحد مستخدمي غرايندر طالباً عدم ذكر اسمه أنه تعرض لتهديد من قبل أحد الأشخاص الذين أرسل لهم صوره ورقم هاتفه. إذ قال له أنه سيرسل معلومات عنه الى الشرطة إن لم يدفع له مبلغ من المال. ولم ينصع المستخدم لعملية الإبتزاز تلك لاحساسه أن الشخص الذي يهدده لن يجرؤ على التبليغ عنه. فمن المهم عدم إرسال أية معلومات أو صور خاصة إلى مستخدم آخر لا يوحي بالثقة. ويمنح غريايندر إمكانية تبليغ القائمين على التطبيق عن أي بروفايل يُعتقد بأنه يستخدم صور مزورة أة يقوم بعميلية ابتزاز.