بقلم سمير نصّار، مدرّب أمان رقمي
في حين ناقش المقال السابق ما يجب القيام به إذا أصبتم ببرمجيّة فدية، يفسر هذا المقال كيفية تقليل خطر مواجهة هكذا أزمة رقمية في المقام الأول.
وفي ما يلي الطرق الرئيسية لحماية الأجهزة والملفات الخاصة بكم من برمجيّات الفدية. وهي نفس التكتيكات التي يجب اتباعها لمنع أي عدوى من البرامج الضارة مثل الفيروسات، والبرمجيات الإعلانية، أو برمجيّات التجسس.
استخدموا مانع للإعلانات مع المتصفّح
تستخدم العديد من المواقع الخبيثة الإعلانات التي تبدو وكأنها رسائل من نظام التّشغيل لتحتال عليكم لتنصيب برمجيات خبيثة.
يتم توزيع معظم الإعلانات بواسطة شبكات إعلانات، وبعض هذه الشبكات لا تفحص مقدمي الإعلان جيدا، فتترك ثغرات في الأنظمة الأمنية تتيح توزيع البرمجيات الخبيثة.
سواء كنتم على جهاز محمول أو تستخدمون الحاسوب المحمول أو المكتبي، تركيب مانع للإعلانات لمتصفحات مثل فايرفوكس وجوجل كروم سهل. وأوصي بشدة بـ “uBlock Origin “الذي لديه إضافات لمتصفّح فايرفوكس وجوجل كروم.
احذروا المواقع التي تزورونها
تسمح المواقع الأقل شعبية في بعض الأحيان لشركات غير أخلاقية للإعلان عبرها لأنها تدفع أفضل. وهناك أيضا المواقع التي تم إنشاؤها فقط لنشر البرمجيات الخبيثة مع الحفاظ على مظهر شرعي. لا يوجد مكتب مركزي يتأكد أن كل موقع على الإنترنت آمن و ذو نية حسنة، وبالتالي فإن عبء تجنب الخطر يقع عليكم. بعض الأمثلة من المواقع التي تزيد من المخاطرة: المواقع الإباحية، المنتديات، مواقع مشاركة الوصلات ومواقع الفيديو.
احذروا الملفّات التي تحمّلونها
العديد من الإصابات بالبرمجيّات الخبيثة تأتي بالعدوى من الملفات المصابة الواردة عبر البريد الإلكتروني، وبرمجيات الاتصالات مثل سكايب، أو عن طريق وصلة عبر “دروب بوكس Dropbox” أو موقع آخر لمشاركة الملفات.
اسألوا نفسكم هذه الأسئلة عندما تتلقون رابطاً إلى ملف للتنزيل:
- من المرسل؟ هل نثق به؟ هل أنا واثق أنه يعرف مخاطر تبادل الملفات؟
- لماذا يستخدم موقع لتبادل الملفات بدلا من إرساله عبر البريد الإلكتروني من مزود موثوق به؟ (Outlook وGmail، على سبيل المثال، تحاول أن تمسح جميع المرفقات المرسلة من خلال شبكاتها، الأمر الذي يوفّر بعض الحماية.)
لا تستخدموا البرمجيّات المقرصنة
نسخ غير مرخصة من البرمجيات (البرمجيات “المقرصنة”) من السهل إيجادها في الشرق الأوسط، وعندما يكون السعر للبرمجيات غير المرخصة جزء بسيط من ثمن النسخة الأصلية، فأنه من المغري شراء الخيارالأرخص. ولكن السعر الحقيقي لاختيار الخيار الأقل تكلفة هو خطر عليكم وعلى بياناتكم. بسبب احتواء هذه النسخ المقرصنة على برمجيّات خبيثة قد تصيب حاسوبكم. وحتى لو لم تحتوِ النسخة المقرصنة على فيروس، عدم قدرة البرمجية تحميل التحديثات الهامة تترك النظام بأكمله عرضةً للثغرات الأمنية التي ستتسع مع مرور المزيد من الوقت.
استخدموا البرمجيّات المضادة للبرمجيات الخبيثة
نصّبوا برمجيات مكافحة البرمجيات الخبيثة المرخّصة واستخدموها بانتظام. تنطبق نفس قاعدة البرمجيات المقرصنة (غير المرخصة) على البرمجيّات المضادة للبرمجيات الخبيثة: إذا اشتريتم نسخة غير مرخصة ورخيصة، فأنكم تمنحون أنفسكم شعوراً زائفاً بالأمان. هناك العديد من البرمجيات جديرة بالثقة التي تقدم نسخاً مجانية، بما في ذلك أفيرا “Avira”. (تحذير: تأكدوا من تحميل هذه البرمجية مباشرة من موقع الشركة على الانترنت بحيث لا تنزلون برمجيات خبيثة متنكرة كبرمجيّات مضادة للبرمجيات الخبيثة!)
تذكير أخير: لا يوجد ضمانات
حتى مع تحديثات مكافحة الفيروسات بشكل منتظم وأخذ الحيطة على الانترنت، فإنه لا يزال من الممكن أن تصابوا ببرمجيات خبيثة، بما في ذلك برمجيات الفدية. أهم ما يمكنكم القيام به لحماية نفسكم هو حفظ نسخ احتياطية عديدة للبيانات ومعرفة كيفية مسح وإعادة تنصيب حاسوبكم.
سمير نصّار مدرّب أمان رقمي ومستشار مستقل يعمل في المقام الأول في أوروبا وجميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. هذا المقال كتب بالانجليزيّة و ترجمه الكاتب.