تلقى تطبيقات التعارف إنتشارا واسعا وشعبية كبيرة لدى مجتمع الميم فالعالم بأسره، خصوصا أن إستعماهم يتم على الهواتف الذكية التي ماضت تصاحب أي أحد منا، الشيء اللذي يمكن أن يجعل من التطبيق ملازما لمستعمليه طوال الوقت. تمكن هذه التطيقات لمستخدميها من تصفح بروفيلات المستخدمين/ اللمستخدمات الآخرين/الأخريات في غضون ثوان جد معدودة، وكذلك على التعبير عن الإعجاب بالشخص الأخر بلمسة واحدة فقط
فبالنسبة للمغرب والدي يعتبر واحدا من البلدان المجرمة للمثلية ، مانعا بذلك تكوين أمكنة التي ممكن أن تكون فضاأت للتعارف ، يلجئ بكثرة مجتمع الميم الى استعمال التطبيقات الخاصة بالتعارف كوسيلة لكسر الحواجز الثقافية والقانونية التي تحول دون دلك والتي تساعده في نفس الوقت على ايجاد شريك في علاقة حميمية او عاطفية تختلف اشكالها على حسب الاشخاص. و برغم من ان حسنات هذه التطبيقات كثيرة إلا ان اخد الحيطة والحضر يبقى واردا من هذه التطبيقات فمعظم الاشخاص الذين يستعملونها لا يدركون حجم المخاطر التي يمكن ان تصيبهم بسببها
هنا تظهر ضرورة الدراية بمبادئ الحماية الرقمية لفائدة مجتمع الميم في المغرب والتي تكون شبه منعدمة بحكم ضعف الاهتمام والتكوين في هذا المجال والتركيبة الاستخباراتية المعقدة للحكومة المغربية ٬ فدائما ما تجد الشخص يضع صورته الحقيقية على هذه التطبيقات التي تمكن من التعرف عليه بسهولة مما كان في سياق مليئ بالهوموفوبيا والترانسوفوبيا والتجريم بالإضافة إلا الصور التي يتم ارسالها بوجه مكشوف والتي يمكن ان تنقلب على صاحبها في اية لحظة كما ان هناك بعض التطبيقات التي تطلب تحديد الموقع الجغرافي لكي تشتغل وهنا يمكن لأي شخص معرفة مكان مستخدم التطبيق مما يشكل خطورة اخرى عليه و على أمنه الشخصي
يمكن لنا أن نستحضر بعض الخروقات التي يمكن أن يقوم بها الهاكرز وذلك عن طريق إستعمال ثغرات التي ممكن أن تكون موجودة على مستوى التطبيق أو التي ممكن أن تكون آنية نظرا لعامل تقني او لخرق على مستوى شبكة الأنترنت التي يستعملها المستخدم، ممكنة لإختراق كامل لحساباته التي تشمل محادثاته مع المستعملين الآخرين، صوره الحميمية وكذالك معلوماته الشخصية
غالبا ما تنتهي المحادثة عبر هذه التطبيقات بمقابلة التي قد تشكل هي الاخرى خطرا كبيرا على افراد مجتمع الميم في حالة فشلها فيمكن ان يكون المكان غير محمي او الشخص ليس هو الذي في المحادثة مما يؤدي الى اعتداء او سرقة او تشهير في اغلب الحالات وفي نفس الوقت لا توجد اي حماية قانونية للضحايا بحكم تجريم المثلية في المغرب فلا يمكن للضحية ان تطلب الامن او تبلغ الشرطة فتكون النهاية جد مؤلمة فدائما ينصح في هذه الحالة ابلاغ الاصدقاء المقربين جدا بمكان المقابلة على الاقل
هناك دورالدولة في هذا المجال بحيث لا يوجد ما ينفي مراقبتها لهذه التطبيقات واستغلال كل ما يدور فيها من معطيات في انتهاك صارخ للحياة الشخصية للأفراد إلا ان الدولة يمكن لها أن تعمل بهذا الامر تجاه الناشطين داخل مجتمع الميم وهنا يمكن لنا أن نستحضر النموذج المصري في هذه المسالة فنشطاءهم دائما اكثر عرضة للاستهداف من طرف الدولة التي تستغل دائما حياتهم الشخصية وميولاتهم في التشهير بهم واعتقالهم
فمن خلال هذا الوضع المليء بالمراقبة والضغط، عدم الحماية و كذلك التجريم يستوجب العمل على اكتساب مهارات وتقنيات الحماية وخاصة الحماية الرقمية لفائدة مجتمع الميم والعمل على تعميمها بتعاون مع جميع النشطاء لمواجهة كل الانتهاكات للحياة الخاصة والنضال من اجل احترام هذه الأخيرة و الغاء تجريم المثلية الجنسية بالمغرب