بقلم: عمر غنيم ومعتزّ جاد
فى الأونة الأخیرة، ارتفع عدد متوسط الأفراد المقبوض علیهم من 14 إلى 66 خلال عام واحد. (1) تعتمد الشرطة والنیابة بشكل كبیر على جهل المواطن بحقوقه. عزیزي المثلي، عزیزتي المثلیة، فى هذا المقال سنحاول توضیح المراحل المختلفة لقسم الأداب، وزارة الداخلیة. هذا المقال سیعطیك الأسس لمعرفة وضعك القانوني. علیك أن تدرك حقوقك جیداً، فجهلك بحقوقك یتم استغلالها على أكمل وجه في إدانتك، تعمل جمیع هیئات الدولة على تعتیم الحقوق، فعسى هذا المقال أن یعمل علي توضیح الأمورو لو قلیًلا.
:فى الشارع
القانون: كل من یعمل في الشرطة یحق له سؤالك عن بطاقتك الشخصیة أو جواز سفر، عند سؤالك عن هویتك لا تقم بإظهارها قبل أن تطلب رؤیة بطاقة التعریف الخاصة بضابط الشرطة أو أمین الشرطة. قد یكون ردة فعل الشرطي عصبیة أو عنیفة؛ هذا لا یعنى أن لا تطلب منه إظهار بطاقة التعریف أیضاً. (لك الحق فى التعرف على الشخص الماثل أمامك فربما ینتحل هویة مخبر او أمین شرطة، یمكنك أیضاً توضیح الامر بقول هذا بالضبط). عدم وجود إثبات الشخصیة معك مخالفة قیمتها ما بین الـ 100 ولا تزید عن 200 جنیه(2) . المخبر او أمین الشرطة لیس لدیه الحق في أخذك للقسم، لأنها مجرد مخالفة تتطلب غرامة، لا یوجد حبس في المخالفات.
:فى قسم الشرطة
:فى النیابة و المحكمة
فجوة فى التطبیق: على أرض الواقع ستتفاجئ في تعامل النیابة مع القضایا الخاصة بالمثلیین حیث ستجد: عدم الحیاد و رهاب مثلیة من وكلاء النیابة نفسهم، الخروج عن الموضوع، خرق القانون نفسه، الأحكام المسبقة والتى هى أحكام شخصیة بحتة. عدم الحیاد و رهاب المثلیة: اعتمدت النیابة العامة على تجاهل الشكوى الخاصة بالمتهمین/ات، في كثیر من الحالات یتجاهل وكیل النیابة التجاوزات الواقعة على المتهم/ة من ضابط الشرطة، بل لا یأخذ شكوى المتهم في عین الاعتبار، السخریة المستمرة من المتهمین والأسلوب الوعظي الدیني ویعتمد كثیرمن وكلاء النیابة على البت في مثل تلك القضایا خصیصاً قضیة رفع علم الرینبو حیث قامت النیابة بالتحقیق و احالة أغلب المقبوض علیهم للمحاكمة في أقل من شهر الدولة ترید أن تهدأ الرأي العام بأي أحكام علي المثلیین و مروجین المثلیة! و أي أجراء غیر قانوني لا یجد المحامي وقت للطعن فیه حیث أصبح المتهم عهدة المحكمة!
(كاتب المقال نفسه تم القبض علیه ومحاكمته في أقل من أسبوع. و بعد فترة تم صدور حكم ابتدائي ضده و قبل الاستئناف وكان هذا في أقل من شهر)
الخروج عن الموضوع: فكثیر من التحقیقات ستتفاجأ بأن وكیل النیابة یسأل الشخص المتهم عن دینه؟ عن صلاته؟ عن حوادث تحرش سابقة حدثت له!! فربما تلك السبب في كونه مثلیاً!! في أحد التحقیقات مع وكیل نیابة (مصطفي أبوالعزم) مع طالب جامعي (أحدُ كّتاب المقال) كـمتهم بنشر الفجور، قام وكیل النیابة بالاتصال بأحد الأساتذة الجامعیین لسؤاله عن الطالب و مشاركة التحقیقات معه!! حینها أجاب الأستاذ الجامعي بأنه یعرف الطالب جیداً و لكنه لا یعرف شيء بخصوص مثلیته و لكن الطالب المذكور ملحد.
خرق القانون: في التحقیقات ستتفاجأ بأكثر من تهمة و كل تهمة بعقوبة للفعل نفسه، الدفاع عن حقوق المثلیین تهمته نشر فجور وإن كنت تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي فهناك تهمة سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعي جنحة إضافیة! فعلىالرغم من تأكید المحكمة الدستوریة العلیا على أنه لا یجوز معاقبة الشخص بأكثر من عقوبة على نفس الفعل! (21) تعمل النیابة علي أضافة أكثر من تهمة لنفس الفعل فیكون رد فعل المحكمة أحكام تصل لـ12 عام.
الأحكام المسبقة: قامت المبادرة المصریة للحقوق الشخصیة برصد ملفات 23 قضیة من الفترة من 2013 إلى 2017 جاءت تهمة اعتیاد ممارسة الفجور ثابتة في جمیع القضایا. بعض وكلاء النیابة مثل رئیس نیابة دمنهور سیخبرك بأنه یشعر بالإشمئزاز منك بل یخبرك بأنك ستحصل علي أحكام تجعلك تقضي بقیة عمرك في السجن نظیر فعلك!)؟( فكیف تتوقع الحیاد بعد كل هذا! (22)
:نصائح عامة للنیابة و المحكمة
فى النیابة، لا تقم بالإجابة على أي اسئلة بدون وجود محامي، كل ما ستقوله سیتم استخدامها ضدك و إدانتك به، لا تتعاون ما لم یطلب محامیك منك فعل ذلك. القانون لا یأخذ النوایا الحسنة أو الاعتراف بالجریمة كنوع من التخفیف، مجرد التصریح بأنك مثلي سیتم تسجیله كدلیل إدانة و اعتراف و هذا ما یسعون له . المتهم بريء حتى تثبت إدانته، لكن انت فى نظرهم مجرم إلى أن یثبت العكس، وأحیاناً لیس لدیهم أي استعداد لأن یثبت العكس. لیس هناك الاعتذار بالجهل بالقانون للتهرب من التهمة، الاعتذار لیس له داعي، ولا البكاء، كل تلك الأمور لا یتم أخذها في الإعتبار من قبل الضابط أو وكیل النیابة أو القاضي. حاول أن تحمي بیاناتك بقدر المستطاع، لا تترك دلیل إدانة ضدك، توقف عن استخدام تطبیقات المواعدة، فتاریخ المحادثة “الدردشة” و بضعة صور الشخصیة دلیل إدانة كافي في نظر السلطات أو القضاء. یمكنك الاكتفاء بالتعرف على الأشخاص الجدد عن طریق أصدقائك واصدقاء اصدقائك.
فى المحكمة لا نستطیع قول الكثیر لك! القضاء المصري یشبق على أقل الأمور فیما یتعلق بالمثلیة الجنسیة فلعلك رأیت أحكام تصل لستة سنوات لمجرد رفع العلم الملون. الأمر بید القاضي و المحامي الذي ینوب عنك. بعض القضاة یطلبون حضور المتهم حاول – إن أمكن- أن لا تحضر، دع المحامي ینوب عنك. حاول الأنكار، القضاء لا یبالي بك ولا یبالي بظروفك! لا تعطي الكثیر ولا تتحدث و دع محامیك یترافع عنك، بعض القضاة یأتون من خلفیة دینیة -أزهریة لهذا قد یدخل قاعة المحكمة وهو فى قرارة نفسه نصرة الدین بحكم قاسى من أول جلسة. لذلك علیك أن تتریث في أختیار المحامي الخاص بك فالاعتماد على محامي لا یؤمن بحقوقك سیعمل على الزج بك في السجن!
:المصادر
1/ تقریر المصیدة، المبادرة المصریة للحریة الشخصیة
2/ مادة 68 فقرة 2 من قانون الأحوال المدنیة رقم 143 لسنة 1994
3/ مادة 363 التعلیمات العامة للجنایات
4/(مادة رقم 282 ، 280 من قانون العقوبات)
5/(طعن رقم 4444 لسنة 56 ص 1059 جنائي)
6/(مادة 139 من قانون الإجراءات الجنائیة )
7/(مادة 1/46 من قانون الإجراءات الجنائیة مادة 342 من التعلیمات العامة للنیابة)
8/(مادة 287 من قانون العقوبات المعدلة قانون 29 لسنة 1982)
9/(نقض رقم 736 لسنة 24 ق 18/10/1954)
10/(المادة 1 من قانون 10 لسنة 1960 في شأن مكافحة الدعارة)
11/ الدعوى 49 لسنة 17 قضائیة – المحكمة الدستوریة العلیا- مبادئ الحكم
11*/مادة 32 من قانون العقوبات الخاصة
12/ https://eipr.org/content/النیابة-العامة