بقلم أبيغيل غارنر و سمير نصّار
شراء برمجيات أصلية للحواسيب مباشرة من الشركة المصنعة له تكلفة عالية. وفي الوقت نفسه، تباع نسخ لنفس البرمجيات ببضعة دولارات في محلّات في حاركتم. القرص من الدّكّانة المحلية يبدو مختلفا، فالواضح أن اسم البرمجية مكتوب باليد على قرص غير مزخرف بعلامات الشّركة اﻷصليّة. ولكن إلى جانب افتقار القرص إلى الشعار الرسمي للشركة المصنعة، فالشّراء من متجر محلي لا يعني أن هناك اختلاف عن البرمجيّة اﻷصليّة، أليس كذلك؟ خطأ!
تلك الأقراص الرّخيصة التّي يتم توزيعها من قبل البائعين المحليين في أجزاء كثيرة من العالم وبما في ذلك الشرق اﻷوسط غير مرخصة وغير منظّمة. مصطلح دارج لهذه الممارسة هو “برمجيات مقرصنة”. للنشطاء الذّين ينظمون حول حقوق الLGBTQI، خصوصا في البلدان التي تجرّم الLGBTQI، البرمجيّات المقرصنة هي مقامرة خطيرة تهدد سلامة وحرية كل شخص في شبكاتها.
دعوة للمشاكل
عندما تقارنون تكلفة البرمجية الأصلية بالنسخ المقرصنة التي يمكنكم شراءها في متجر محلي، يبدو دفع عشر أضعاف سعر النّسخ المقرصنة خيار أحمق. لماذا ندفع أكثر من اللازم؟
النّاس الذين يجنون أرباحا من بيع البرمجيات المقرصنة هم جزء من نظام يعرض سلامة برمجيات الحاسوب للخطر في كل الطّرق. تنازلات مثل هذه لازمة للحصول على نسخ غير مرخصة بأسعار منخفضة و تظل مربحة للبائعين. عندما نركّز كمستهلكين فقط على السعر، فلا نفكر بالبرمجيات الخبيثة المضافة الغير مرادة التي تنصب تلقائيا مع البرمجيات المرادة.
إحدى الأمثلة الخطيرة بشكل خاص للدمار هي أنظمة التشغيل المقرصنة (مثل الويندوز) أو برمجيات مكافحة الفيروسات المقرصنة التي تحتوي على برمجيات خبيثة في الواقع. ببساطة بإدخال قرص تنصيب البرمجيّة في جهازكم ،فإنكم تقومون بتثبيت البرمجيات الخبيثة على أعمق مستويات نظامكم وبطرق تخفي البرمجيات الضارة بشكل جيد بحيث تصبح غير قابلة للإزالة بسهولة، حتى من قبل معظم الخبراء الفنيين.
موازنة التكاليف
حتى عندما يكون الناس على دراية بالمخاطر، فإنه من السهل أن نعتقد هذا الضرر لن يحدث على نظامكم. ومن الطبيعي أن نقلل من حجم هذه المخاطر السيّئة، آخذين بعين الاعتبار أن البرمجيات غير المرخصة متواجدة في كل معظم المدن في الشرق الأوسط بحيث أن الممارسة العادية للمنظمات شراء البرمجيات المقرصنة للموظفين للتوفير في التكاليف. الدافع لمد ميزانية المؤسسة يكون أكبر عندما – كما هو الحال في مؤسسات ال LGBTQI – تشتغل المنظمة خارج النظم الاجتماعية التقليدية ولدى المؤسسة موارد مالية قليلة.
اذا ارتأت لمؤسستكم أن توفير المال هو أولوية قصوى فكروا في “التكلفة” بطريقة مختلفة عند الحصول على برمجيات جديدة:
ما هي قيمة جميع بياناتكم؟ ما سيكلف مؤسستكم إذا تم تثبيت برمجيات ضارة على الشبكة، و اختفت جميع المستندات والصور وقواعد البيانات نهائيا؟ –
ما هي قيمة خصوصية مجتمعكم؟ ماذا يمكن أن يحدث إذا سرقت مراسلات البريد الإلكتروني أو قاعدة بيانات العضوية الخاصة بكم و تم نشرها؟ –
البدائل ذو المسؤولية للبرمجيات المقرصنة هي دفع الثمن الحقيقي للبرمجيات المرخصة، أو استخدام البرمجيات مفتوحة المصدر و الحرة و تحميلها مباشرة من مطوري برمجيات مفتوحة المصدر و حرة ذو السمعة العالية.
الصناعة غير المنظمة و المتواجدة في كل مكان للبرمجيات المقرصنة تستمر في اغراء مستخدمي الحاسوب، وخاصة عندما تكون الموارد المالية ديّقة. ولكن عندما تعملون مع البيانات الحساسة، فالتكلفة الحقيقية لتثبيت البرمجيات المقرصنة هي مخاطرة كبرى لا تحتمل.
أبيغيل غارنر محرّرة و كاتبة مستقلّة و حاصلة على زمالة من مركز الإنترنت وحقوق الإنسان. سمير نصّار مدرّب أمان رقمي ومستشار مستقل يعمل في المقام الأول في أوروبا وجميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط. هذا المقال كتب بالانجليزيّة و ترجمه سمير نصّار.